أخبار
13 ديسمبر 2023تيكاالتركيةتستكملترميمجسردرينافيالبوسنة
يواصل جسر درينا في مدينة فيسيغراد البوسنية، الذي صممه المعماري العثماني الشهير سنان، الوقوف بعزة وشموخ محافظا على تألقه وبريقه منذ أكثر من 4 قرون.
وصمم المعماري سنان الجسر في الفترة بين عامي 1571- 1577، بناء على طلب الصدر الأعظم العثماني من أصل بوسني "سوكوللو محمد باشا"، والذي يعد من أهم الشخصيات التي شغلت هذا المنصب، حيث أدى مهام الصدر الأعظم خلال حكم 3 سلاطين، في مرحلة ذهبية من عمر الدولة العثمانية.
ويُطلق على الجسر تسميتين في الوقت ذاته، أولهما درينا لموقعه على نهر درينا، وثانيهما جسر "سوكوللو محمد باشا" نسبة إلى الصدر الأعظم الذي أمر ببنائه.
وأدرجت منظمة اليونسكو جسر درينا في العام 2007 إلى لائحة التراث العالمي الثقافي، إذ يعد واحدا من أصل 6 جسور فقط مدرجة في القائمة.
وتعتبر البوسنة والهرسك في مقدمة دول منطقة البلقان من حيث احتضانها لمعالم أثرية عثمانية، إذ نجحت في الحفاظ إلى يومنا هذا على الكثير من الجوامع والجسور والخانات والحمامات، بالرغم من حروب عديدة شهدتها البلاد.
وتحتضن البوسنة 121 جسرا من 307 جسور أنشأتها الدولة العثمانية خارج حدود الجمهورية التركية الحالية، أهمها جسر موستار التاريخي، وجسر سوكوللو محمد باشا.
واكتسب الجسر شهرة عالمية كبيرة بفضل رواية "جسر على نهر درينا" للكاتب إيفو أندرتش، والذي فاز من خلالها بجائزة نوبل للآداب، إذ تحكي الرواية أن الجسر يعد شاهدا على العلاقة بين مختلف المجموعات العرقية في المدينة على مدى مئات السنين.
وتعرض الجسر لبعض الدمار نتيجة فيضان مياه النهر، والحرب العالمية الثانية، ما دفع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" لترميمه الذي أنجز بتاريخ 15 مايو/ أيار 2016.
وتولي الوكالة "تيكا" أهمية كبيرة للحفاظ على المعالم العثمانية الأثرية في منطقة البلقان، وترميمها وإعادة بنائها، بهدف توريثها للأجيال القادمة.
وفي هذا الإطار رممت "تيكا" أكثر من 100 بناء أثري في المنطقة، أهمها، مدرسة بريزرن العسكرية في كوسوفو، وجامع السلطان مراد في مقدونيا، وجامع محمود يازجي في رومانيا، وبرج الساعة في ألبانيا، وحمام أولجين علي باشا في الجبل الأسود، ومدرسة قره غوز بي في البوسنة والهرسك، وضريح غول بابا في المجر، وقلعة رام في صربيا.
تجدر الإشارة أن المعماري العثماني "سنان" توفي في 9 نيسان/أبريل 1588، عن 98 عاما، بعد أن ترك بصمته الفنية والمعمارية على 365 أثرا في العالم أجمع، وهي 92 جامعا كبيرا، و52 مسجدا، و55 مدرسة عثمانية، و7 دور لتحفيظ القرآن الكريم، و20 ضريحا، و3 مستشفيات، و6 ممرات مائية، و10 جسور، و20 خانا للقوافل، و36 قصرا، و8 مخازن، و48 حماما.
ويقع ضريح المعماري الذي قدم الكثير للعمارة العثمانية، في كلية السليمانية التي صممها وأشرف عليها بنفسه، والتي تعد تحفة فنية معمارية من روائع المعماري سنان./انتهى